(2) روى مسلم عن عبدالله بن عمرو بن العاص: أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول: ((إن قلوب بني آدم كلها بين إصبعين من أصابع الرحمن، كقلب واحد، يصرفه حيث يشاء))، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((اللهم مصرِّف القلوب، صرِّف قلوبنا على طاعتك))؛ (مسلم حديث 2654). عباد الله احذروا أنْ تجعلوا الدنيا أكبَرَ همِّكم، ومبلغَ علمكم، واعتبروا بمَن مضى قبلكم مِن الأمم الخالية، أهلِ المراتب العالية، كيف طحنتهم الدنيا طحن الحصيد، وأسكنتهم بعد القصور بطن الصَّعيد، سبقونا بتقضِّي الأعمار، ونحن على الآثار، فرحِم الله امرأً لم يجعل الدنيا على باله، واشتغل بالآخرة فكانت أهمَّ اشتغاله، واستعدوا رحمكم الله للموت وأعماله، والقبر وأهواله، والملَك وسؤاله، والرِّب وجلاله، وهل يُعطى كتابه بيمينه أو بشماله، وهل يُدعى إلى النِّعيم وظلاله، أمْ إلى الجحيم وأغلاله، والله يقول وأصدق القول مقالُه: { فَأَمَّا مَنْ طَغَى وَآثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى }. جعلني الله وإيَّاكم مِمَّن يُكرمُون يوم القيامة فيأمنون مِن العذاب، ويرضى عنهم ربُّ العباد، ويأخذون كتبهم بأيمانهم، وتقول لهم خزَنة الجنَّة: { سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ, (( تُرِيدُونَ شَيْئًا أَزِيدُكُمْ؟ فَيَقُولُونَ: أَلَمْ تُبَيِّضْ وُجُوهَنَا؟ أَلَمْ تُدْخِلْنَا الْجَنَّةَ، وَتُنَجِّنَا مِنَ النَّارِ؟ فَيَكْشِفُ الْحِجَابَ، فَمَا أُعْطُوا شَيْئًا أَحَبَّ إِلَيْهِمْ مِنَ النَّظَرِ إِلَى رَبِّهِمْ عَزَّ وَجَلَّ )), (( اللَّهُمَّ إِنّا نسْأَلُكَ عِيشَةً نقِيَّة، وَمِيتَةً سَوِيَّة، وَمَرَدًّا غَيْرَ مُخْزٍ وَلَا فَاضِحٍ )), { رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا }, { رَبَّنَا إِنَّكَ مَنْ تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلْإِيمَانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الْأَبْرَارِ رَبَّنَا وَآتِنَا مَا وَعَدْتَنَا عَلَى رُسُلِكَ وَلَا تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّكَ لَا تُخْلِفُ الْمِيعَادَ }, { رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ }. اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، واحم حوزة الدين، واجعل هذا البلد آمناً مطمئناً وسائر بلاد المسلمين يا رب العالمين. عباد الله: إن الموت ساعة لا بد منها طال العمر أو قصر، وإنه لو كان الموت هو نهايتنا، ولو أننا من بعده تركنا، لكان الموت أهون علينا بل إن هناك أمور وأهوال وشدائد من بعد الموت، هناك بعث ونشور وحشر وجزاء وحساب في محكمة قاضيها هو الله وجنوده الزبانية وساحتها القيامة، وأن هناك صراط وجنة ونار، فاستعد أخي لهذه الأهوال. روى النسائي عن أبي هريرة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((الشهيد لا يجد مسَّ القتل إلا كما يجد أحدكم القرصة يقرصها))؛ (حديث حسن صحيح) (صحيح النسائي للألباني جـ 2 صـ 393). قال الله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ يَوْمَ لَا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾ [التحريم: 8]. (3) قال سبحانه: ﴿ وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ ﴾ [ق: 19]. إقامة الفرائض: تعتبر من أهم ما يمكن الاستعداد به للموت هو إقامة . (3) انخلاع قلب المسلم وتقطُّعه ندمًا وخوفًا، وهذا على قدر عِظَم الجناية وصغرها، ولا ريب أن الخوف الشديد من العقوبة العظيمة يوجب انصداع القلب وانخلاعه، وهذا هو تقطُّعه، وهذا حقيقة التوبة؛ لأنه يتقطع قلبه حسرة على ما فرط منه، وخوفًا من سوء عاقبته، فمن لم يتقطع قلبه في الدنيا على ما فرط حسرة وخوفًا، تقطع في الآخرة إذا حقَّت الحقائق، وعاين ثواب المطيعين وعقاب العاصين، فلا بد من تقطع القلب، إما في الدنيا، وإما في الآخرة. (9) قيل لأحد التجار عند موته: قل: لا إله إلا الله، فجعل يقول: هذه القطعة رخيصة، هذا مشترٍ جيد، هذه كذا، حتى مات. ومن علامات حسن الخاتمة أيضاً أن يموت العبد على عمل صالح من صلاة أو صيام او جهاد أو قراءة قرآن.
معهد الشيخ الإمام صالح العربي الإسلامي | خطبة الجمعة عن: حقيقة الإيمان ... الاستعداد لرمضان - شبكة الألوكة فمثل لنفسك يا مغرور، فمثل يرعاك الله وقد حلت بك السكرات ونزل بك الأنين والغمرات، والناس من حولك مجتمعون تسمع كلامهم وتريد أن تكلمهم فلا تستطيع، فخيل لنفسك يا ابن آدم إذا أخذت من فراشك إلى لوح مغتسلك، فغسلك المغسل وأنت جثة هامدة لا حركة ولا نفس وألبست الأكفان، وأوحش منك الأهل والجيران وبكت عليك الأصحاب والإخوان وصلو عليك صلاة لا ركوع ولا سجود لها، وحملوك إلى القبر وأنزلوك فيه وأدخلوك في ذلك اللحد الضيق المظلم، ثم هلو عليك التراب وانصرفوا عنك وتركوك وحيداً، لا صديق ولا قريب الكل سينصرف عنك حينها ولا يبقى معك إلا ما قدمت من عمل، فتخيل ذلك وتخيل جلوسك لسؤال وما جوابك لهذا السؤال.عباد الله:إن الموت ساعة لا بد منها طال العمر أو قصر، وإنه لو كان الموت هو نهايتنا، ولو أننا من بعده تركنا، لكان الموت أهون علينا بل إن هناك أمور وأهوال وشدائد من بعد الموت، هناك بعث ونشور وحشر وجزاء وحساب في محكمة قاضيها هو الله وجنوده الزبانية وساحتها القيامة، وأن هناك صراط وجنة ونار، فاستعد أخي لهذه الأهوال.عبد الله:إذا كان هذا الأمر قد أصاب الأنبياء والمرسلين والأولياء المتقين، فمالنا عن ذكره مشغولين وعن الاستعداد له متخلفين، فلمثل هذا اليوم أخي فلتعد الزاد، ولمثل هذا اليوم فلتهجر العناد والفساد، ولمثل هذا اليوم فلتتقِ رب العباد. الحمد لله الذي كتب على عباده الموت والفناء، وتفرد سبحانه بالحياة والبقاء، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.أما بعد:عباد الله: اعلموا أن هذه الحياة أنفاس معدودة في أماكن محدودة بآجال معلومة وأرزاق مقسومة، قال تعالى: {وَمَا يُعَمَّرُ مِن مُّعَمَّرٍ وَلا يُنقَصُ مِنْ عُمُرِهِ إِلا فِي كِتَابٍ} [فاطر:11]، فاعلموا عباد الله إنه لن يُعمَر أحدٌ على وجه هذه الأرض، فكم من أُممٌ عاشت مئات السنين على هذه الأرض فأين هم وأين أجدادنا لقد ماتوا وأنقضت أعمارهم، فالأعمار عباد الله محدودة.فاعلموا يرعاكم الله أن الموت مهلك العباد، وموحش البلاد، وميتم الأولاد، ومُذل الجبابرة الشداد، لا يعرف الصغير ولا يميز بين الوضيع والوزير، سيوفه على العباد مسلطة، ورماحه على صدورهم مشرعة، وسهامه لا تطيش عن الأفئدة. فإن. سوء الخاتمة: هي ما يعرض عند وفاة المسلم من الشكوى والأوهام، وعدم القدرة على النطق بكلمة التوحيد (لا إله إلا الله) إذا كان غير ملتزم بطاعة الله تعالى، وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم، ولم يتُبْ من ذلك قبل الموت؛ (التحذير من سوء الخاتمة ـ لعبدالحميد السحيباني صـ 8). قال محمد بن علي بن أبي طالب: إن عليًّا لما ضُرب، أوصى بنيه، ثم لم ينطق إلا بـ: (لا إله إلا الله) حتى قبضه الله؛ (المُحتَضَرين لابن أبي الدُّنيا صـ 61 رقم: 53). (2) كان علي بن أبي طالب رضي الله عنه يحض على القتال ويقول: إن لم تقتلوا تموتوا، والذي نفسي بيده، لألف ضربة بالسيف أهون عليَّ من موت على فراش؛ (إحياء علوم الدين للغزالي جـ 4 صـ 462). ذكر بعض الفضلاء أن امرأة عجوزاً كانت من أهل الصلاة والطاعة، وفي يوم وهي في مصلاها ساجدة، أرادت أن ترفع من سجودها فلم تستطع، صاحت بابنها، أجلسها كهيئة السجود، حملها إلى المستشفى، ولكن لا فائدة، فقد تجمدت أعضاؤها على هذه الحال، قالت: "يا بني خذني إلى مصلاي أتعبد وأصلي إلى أن يفعل الله ما يشاء"، ولم تزل في صلاة وهي على هيئة السجود لا تقوى على الحراك، فقبض الله روحها وهي ساجدة، غسولها وهي ساجدة، كفنوها وهي ساجدة، أدخلت إلى قبرها وهي ساجدة، وتبعث يوم القيامة بإذن الله وهي ساجدة. (1) قيل لرجل: قل: لا إله إلا الله، فجعل يقول: الدار الفلانية، أصلحوا فيها كذا، والبستان الفلاني، افعلوا فيه كذا. روى أحمد عن حذيفة بن اليمان قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((من قال: لا إله إلا الله، ابتغاء وجه الله، ختم له بها، دخل الجنة، ومن صام يومًا ابتغاء وجه الله، ختم له بها، دخل الجنة، ومن تصدق بصدقة ابتغاء وجه الله، ختم له بها، دخل الجنة))؛ (حديث صحيح لغيره) (مسند أحمد جـ 38 صـ 350 حديث: 23324)؛ (أحكام الجنائز للألباني صـ 58: 48). الحمد لله على إحسانه والشكر له على توفيقه وامتنانه. (4) قيل لرجل: قل: لا إله إلا الله، فقال: وما ينفعني ما تقولُ ولم أدَعْ معصيةً إلا ركبتها؟ ثم مات ولم يقلها. (8) قال عبدالأعلى التيمي: قطع عني لذة الدنيا: ذكر الموت، والوقوف بين يدي الله تعالى؛ (تاريخ الإسلام للذهبي جـ 3 صـ 675).
خطبة عن ( الموت ) - خطب الجمعة - حامد إبراهيم (2) قال أبو الدرداء: (مَن أكثر من ذكر الموت، قل حسدُه، وقل فرحُه)؛ (مصنف ابن أبي شيبة جـ 7 صـ 110 ـ رقم: 34583). إن لشدة الموت آلامًا لا يعلمها إلا الميت؛ فالميت ينقطع صوته، وتضعف قوته عن الصياح لشدة الألم، فالموت قد هد كل جزء من أجزاء البدن، فلم يترك لإنسان قوة للاستغاثة، ويود لو قدر على الاستراحة بالأنين والصياح، ولكنه لا يقدر على ذلك، فإن بقيت له قوة سمع له عند نزع الروح وجذبها غرغرة تصدر من حلقه وصدره، وقد تغير لونه، حتى تبلغ روحه إلى الحلقوم، فعند ذلك ينقطع نظره عن الدنيا وأهلها؛ (إحياء علوم الدين للغزالي جـ 4 صـ 462: 461). الثانية: أن يغلِب على القلب عند الموت حب أمر من أمور الدنيا وشهوة من شهواتها، فيتمثل ذلك في قلبه، ويستغرقه حتى لا يبقى في متسع لغيره، أو يجور العبد في وصيته، أو يموت مصرًّا على ذنب من الذنوب، وهذه أقل من الأولى؛ (إحياء علوم الدين للغزالي جـ 4 صـ 174: 17). عباد الله: اعلموا أن هذه الحياة أنفاس معدودة في أماكن محدودة بآجال معلومة وأرزاق مقسومة، قال تعالى: {, وَمَا يُعَمَّرُ مِن مُّعَمَّرٍ وَلا يُنقَصُ مِنْ عُمُرِهِ إِلا فِي كِتَابٍ. } (2) لا يزال الخوف مصاحبًا للمسلم، لا يأمن مكرَ الله تعالى طرفة عين، فخوفه مستمر إلى أن يسمع قول الملائكة لقبض روحه: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ ﴾ [فصلت: 30]؛ فهناك يزول الخوف. ألا ترون أنَّكم في كل يوم تُشيِّعون غاديًا ورائحًا إلى الله، قد انقضى أجله وانقطع عمله، فتضعونه في بطن صدع مِن الأرض غير مُمهَّدٍ ولا مُوسَّد، قد خَلع الأسباب، وفارق الأحباب، وواجه الحساب، فبادروا بالتوبة قبل أنْ يُغلق الباب، ويُسدل الحجاب.
الاستعداد للموت - طريق الإسلام يجب على المسلم أن يستعد للموت بالتوبة الصادقة، والمحافظة على أداء الفرائض، واتباع سنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم في جميع الأقوال والأفعال. (7) قيل لرجل: قل: لا إله إلا الله، فقال: كلما أردت أن أقولها لساني يمسك عنها. (1) روى الترمذي عن أنس بن مالك قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر أن يقول: ((يا مقلِّب القلوب، ثبِّتْ قلبي على دينك))، فقلت: يا رسول الله، آمنا بك وبما جئت به، فهل تخاف علينا؟ قال: ((نعم، إن القلوب بين أصبعين من أصابع الله يقلِّبها كيف يشاء))؛ (حديث صحيح) (صحيح الترمذي للألباني حديث 1739). والله يا إخوان: يرى في الجنازة من يضحك، ويرى في المقبرة من يضحك، ويرون خارجين من المقابر وبأيديهم السجائر . روى الشيخان عن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ((من قُتِل دون ماله فهو شهيد))؛ (البخاري حديث: 2480/ مسلم حديث: 141). قال الإمام القرطبي (رحمه الله): حسن الظن بالله تعالى ينبغي أن يكون أغلب على العبد عند الموت منه في حال الصحة، وهو أن الله تعالى يرحمه ويتجاوز عنه ويغفر له، وينبغي لجلسائه أن يذكروه بذلك؛ حتى يدخل في قوله تعالى: ((أنا عند ظن عبدي بي، فليظن بي ما شاء))؛ (التذكرة للقرطبي صـ: 174).
تفريغ خطبة الاستعداد لرمضان-pdf تحدث القرآن الكريم عن شدة الموت في آيات عديدة، نذكر منها: (1) قال الله تعالى: ﴿ كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ ﴾ [آل عمران: 185]. (3) كان مالك بن دينار إذا أقام في محرابه قال: يا رب، قد عرفتَ ساكن الجنة وساكن النار، ففي أي الدارين مالك، ثم بكى؛ (حلية الأولياء لأبي نعيم الأصبهاني جـ 2 صـ 383).
روى الترمذي عن عبدالله بن عمرو بن العاص قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما من مسلم يموت يوم الجمعة أو ليلة الجمعة، إلا وقاه الله فتنة القبر))؛ (حديث حسن) (صحيح الترمذي للألباني حديث 858). لما حضرت محمد بن سيرين (رحمه الله) الوفاة، بكى، فقيل له: ما يبكيك؟ فقال: أبكي لتفريطي في الأيام الخالية، وقلة عملي للجنة العالية، وما يُنجيني من النار الحامية؛ (العاقبة في ذكر الموت لعبدالحق الإشبيلي صـ 133). (2) قال جل شأنه: ﴿ وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلَائِكَةُ بَاسِطُو أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوا أَنْفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنْتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنْتُمْ عَنْ آيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ ﴾ [الأنعام: 93]. • قالت فاطمة بنت عبدالملك - امرأة عمر بن عبدالعزيز -: كنت أسمع عمر في مرضه الذي مات فيه يقول: اللهم أخفِ عليهم موتي ولو ساعةً من نهار، فلما كان اليوم الذي قبض فيه، خرجت من عنده، فجلست في بيت آخر، بيني وبينه باب، وهو في قبة له، فسمعته يقول: ﴿ تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ ﴾ [القصص: 83]، ثم هدأ، فجعلت لا أسمع له حركةً ولا كلامًا، فقلت لوصيف كان يخدمه: ويلك انظر أمير المؤمنين أنائم هو؟ فلما دخل عليه صاح، فوثبتُ، فدخلت، فإذا هو ميت، قد استقبل القبلة، وأغمض نفسه، ووضع إحدى يديه على فيه، والأخرى على عينيه؛ (المُحتَضَرين لابن أبي الدُّنيا صـ 81 رقم: 86). (5) قال كعب الأحبار: مَن ذكر الموت، هانت عليه المصائب؛ (العاقبة في ذكر الموت ـ لعبدالحق الإشبيلي صـ 41). وقال سبحانه: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ * وَأَنْفِقُوا مِنْ مَا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ * وَلَنْ يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْسًا إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ﴾ [المنافقون: 9 - 11]. (1) قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه لكعب الأحبار: يا كعب، حدثنا عن الموت، فقال: نعم يا أمير المؤمنين، إن الموت كغصنٍ كثير الشوك، أُدخل في جوف رجل، وأخذت كل شوكة بعرق، ثم جذبه رجل شديد الجذب، فأخذ ما أخذ؛ (إحياء علوم الدين للغزالي جـ 4 صـ 463). إِنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَهْدِيهِ وَنَشْكُرُهُ . أسأل الله تعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يجعل هذا العمل خالصًا لوجهه الكريم، ويرزقنا حسن الخاتمة، كما أسأله سبحانه أن ينفع بهذا العمل طلاب العلم. قال الإمام ابن القيم (رحمه الله): كيف يوفَّق بحسن الخاتمة من أغفل الله سبحانه قلبَه عن ذكره، واتبع هواه وكان أمره فُرُطًا؟!فبعيدٌ مِن قلبه، بعيدٌ من الله تعالى، غافل عنه، متعبد لهواه، أسير لشهواته، ولسانه يابس من ذكره، وجوارحه معطلة من طاعته، مشتغلة بمعصيته - أن يوفَّق للخاتمة بالحسنى؛ (الجواب الكافي لابن القيم صـ 116). لما احتُضر أبو هريرة رضي الله عنه، بكى، فقيل له: وما يبكيك؟ فقال: بعد المفازة (أي الصحراء) وقلة الزاد، وعقبة كَؤُود، المهبط منها إلى الجنة أو إلى النار؛ (التبصرة لابن الجوزي صـ 216). أقول قولي هذا، وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم. وقال جل شأنه: ﴿ وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا ﴾ [الأحزاب: 36]. الخطبة الأولى أمَّا بعد: فاتَّقوا الله عباد الله وأطيعوه، وعظِّموه أمره واشكُرُوه، ﴿ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ ﴾. روى مسلم عن أبي هريرة، قال: جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله، أرأيت إن جاء رجل يريد أخذ مالي؟ قال: ((فلا تعطِه مالك))، قال: أرأيت إن قاتلني؟ قال: ((قاتِلْه))، قال: أرأيت إن قتلني؟ قال: ((فأنت شهيد))، قال: أرأيت إن قتلتُه؟ قال: ((هو في النار))؛ (مسلم حديث: 140). نطفة بالأمس، وجيفة غداً، والبلى فيما بين ذلك يمسح جبينك كأن الأمر يعني به غيرك، إن الصحيح من لم تمرضه القلوب، وإن الطاهر من لم تنجسه الخطايا، وإن أكثركم ذكراً للآخرة أنساكم للدنيا، وإن أنسى النّاس للآخرة أكثرهم ذكراً للدنيا، وإنّ أهل العبادة من أمسك نفسه عن الشر، وإن البصير من أبصر الحرام فلم يقربه، وإنّ العاقل من يذكر يوم القيامة ولم ينس الحساب".إذاً، يرعاك الله، مما يرقق القلوب التفكر في الموت وفي أحواله وفي القبر وظلماته، فبالله عليك أخي هل تفكرت يوماً وأنت تخرج في الصباح أنك لن ترجع إلى بيتك مرة ثانية، هل تفكرت أن هذا اليوم هو آخر يومٍ لك في الحياة، هل إذا أتاك ملك الموت في هذا اليوم أنت راض عن نفسك، هل أنت راضٍ عن عملك الذي ستقابل به ربك؟ هل تخيلت حالك قبيل الموت كيف تكون؟ هل تخيلت أنفاسك الأخيرة على أي حال ستنقضي وهل ستكون ممن يحبون القدوم على ربهم أم ستكون كالعبد الآبق يطلب الرجعة؟ فيا أخي أنت الآن في مهلة فاغتنم فرصة العمل قبل انقضاء الأجل، فوالله لا ينفعك أن تقول: {رَبِّ ارْجِعُونِ} [المؤمنون:99]، فلا تغفل أيها الغالي عن الموت فإنه ليس له مكان معين، ولا زمن معين، ولا سبب معين، ولا عمر معين يأتيكم بغته وأنتم لا تشعرون {قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلاقِيكُمْ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ} [الجمعة:8].عباد الله:إن الناس عند الموت على حالين: إما محبٌ للقاء الله فيحب الله لقائه، وإما كارهٌ للقاء الله فيكره الله لقائه، قالت عائشة: "يا رسول الله كلنا يكره الموت" قال: «لا يا عائشة ليس ذاك، لكن هو العبد الصالح -العبد المستقيم- عند سكرات الموت تأتيه ملائكة الرحمن تبشره بروح وريحان ورب راضي غير غضبان، فيفرح بلقاء الله فيفرح الله بلقائه، أما العبد العاصي -العبد الغافل- فتأتيه ملائكة الرحمن تبشره بسخط وعذاب من الله، فيكره لقاءِ الله فيكره الله لقائه».فاستعدوا للموت عباد الله قبل أن يفاجئكم، قال أبو الدرداء رضي الله عنه وهو يحتضر: "ألا رجل يعمل لمثل مصرعي هذا، ألا رجل يعمل لمثل ساعتي هذه؟ ألا رجل يعمل لمثل يومي هذا؟" ثم بكى، فقالت له امرأته: "أتبكي وقد صاحبت رسول الله صلى الله عليه وسلم"، فقال: "ومالي لا أبكي ولا أدري علام أهجم من ذنوبي"، وبكى أبي هريرة رضي الله عنه في مرضه فقيل له: "ما يبكيك؟" فقال: "أما إني لا أبكي على دنياكم هذه، ولكني أبكي على بعد سفري وقلة زادي وإني أصبحت في صعودٍ مهبط على جنة أو نار ولا أدري أيهما يأخذ بي".فتخيل يا عبد الله نفسك وأنت على فراش الموت تعاني مرارة الموت، وتخيل ممشاك إلى القبر، وتخيل مبيتك فيه وحيداً فريداً في حفرة ضيقة مظلمة مغلقة محكمة، تخيل أول ليلة تبيتها وأول نزلة تنزلها وأول سؤال تسمعه في القبر: "من ربك؟ ما دينك؟ ماذا تقول في الرجل الذي بعث فيكم؟"، تخيل ذلك وتخيل حالك كيف سيكون حينها، عن أنس رضي الله عنه قال: "ألا أحدثكم بيومين وليلتين لم تسمع الخلائق بمثلهن، أول يوم يجيئك البشير من الله تعالى إما برضاه وإما بسخطه، ويوم تعرض فيه على ربك آخذ كتابك إما بيمينك أو بشمالك، وليلة تستأنف فيها المبيت في القبور وليلة تمخض صبيحتها يوم القيامة".فاعلم أخي أن الموت هو الخطب الأفظع والأمر الأشنع والكأس التي طعمها أكره وأبشع وأنه الحادث الأهدم للذات والأقطع للراحات والأجلب للكربات والمفرق للجماعات، فإن أمراً يرعاك الله يفرق أعضائك ويقطع أوصالك ويهدم أركانك لهو الأمر العظيم والخطب الجسيم.فيا أيها الناس:قد آن للنائم أن يستيقظ من نومه، وحان للغافل أن ينتبه من غفلته قبل هجوم الموت بمرارة كأسه وقبل سكون حركاته وخمود أنفاسه وقبل رحلته إلى قبره وخلوده بين أرماسه. واعلموا أن الموت هو مفارقة الروح الجسد، وإنه انتقال من حال إلى حال ومن دار إلى دار، ولقد سمى الله الموت في كتابه مصيبة كما قال جل في علاه: {, إذا أَنتُمْ ضَرَبْتُمْ فِي الأَرْضِ فَأَصَابَتْكُم مُّصِيبَةُ الْمَوْتِ, } [المائدة:106]، نعم الموت مصيبة لكن المصيبة الأعظم هي, نعم أيها الغالي يوم غفلنا عن الموت وسكرته والقبر وظلمته والسؤال وشدته ويوم, كان الحسن بن يسار كثيراً ما يقول: "يا ابن آدم! فيا عبد الله ألا دموع تذرفها، ألا زفرات تنفثها، ألا توجعات من بين الضلوع تخرجها، حقا يا عباد الله قست القلوب وران عليها غطاء. روى مسلم عن سهل بن حنيف: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من سأل الله الشهادة بصدق، بلَّغه الله منازل الشهداء، وإن مات على فراشه))؛ (مسلم حديث: 1909). ماذا أفعل استعداداً للموت . واعلموا أن الموت هو مفارقة الروح الجسد، وإنه انتقال من حال إلى حال ومن دار إلى دار، ولقد سمى الله الموت في كتابه مصيبة كما قال جل في علاه: {إذا أَنتُمْ ضَرَبْتُمْ فِي الأَرْضِ فَأَصَابَتْكُم مُّصِيبَةُ الْمَوْتِ} [المائدة:106]، نعم الموت مصيبة لكن المصيبة الأعظم هي الغفلة عن الموت، عدم تذكر الموت عدم الاستعداد للموت، لقد أوعظنا النبي صلى الله عليه وسلم بموعظة من أبلغ مواعظه تلين القلوب وتدعو إلى المحاسبة وتذكرنا بالآخرة فقال صلى الله عليه وسلم: «أكثروا من ذكر هادم اللذات». ألا وإنَّ المؤمن بين مخافتين: بين أجلٍ قد مضى لا يدري ما الله صانعٌ فيه، وأجلٍ قد بقيَ لا يدري ما الله قاضٍ فيه، فليأخذ العبد مِن نفسه لنفسه، ومِن صحَّته لمرضه، ومِن حياته لموته، ومِن غناه لفقره، فوالله ما بعد الموت مِن مُستَعْتَب، وما بعد الموت مِن دار إلا الجنَّة أو النَّار. كتاب بعنوان “التعليقات اليسيرة على باب الصيام من كتاب الرسالة لابن أبي زيد القيرواني فقيه المالكية” ــ ملف: [pdf]. تفريغ خطبة الاستعداد لرمضان-PDF. إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا. لما دنا الموت من عمرو بن العاص رضي الله عنه، دعا بحرسه ورجاله، فلما دخلوا عليه قال: هل تُغنون عني من الله شيئًا؟! (5) قيل لرجل: قل: لا إله إلا الله، فقال: وما يغني عني، وما أعرف أني صليت لله صلاةً؟ ثم مات، ولم يقلها. الأسباب التي تؤدي إلى سوء الخاتمة لا يمكن حصرها، لكن يمكن الإشارة إليها بإيجاز شديد، فنقول وبالله تعالى التوفيق: أولًا: تهاون المسلم في أداء ما افترضه الله تعالى عليه، من الصلاة، والزكاة، والحج، وصوم رمضان، وغير ذلك، مع إصراره على ارتكاب المعاصي، وفعل ما نهى الله ورسوله صلى الله عليه وسلم عنه. إذا كان هذا الأمر قد أصاب الأنبياء والمرسلين والأولياء المتقين، فمالنا عن ذكره مشغولين وعن الاستعداد له متخلفين، فلمثل هذا اليوم أخي فلتعد الزاد، ولمثل هذا اليوم فلتهجر العناد والفساد، ولمثل هذا اليوم فلتتقِ رب العباد. 118 views, 15 likes, 2 loves, 2 comments, 2 shares, Facebook Watch Videos from نهج بلاغة لمولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب علية السلام: خطبة له علية السلام للحث على الإستعداد للموت #علي_ع اتقوا الله ربَّكم حق تقواه، وهُبُّوا مِن هذه الرَّقدة والغفلة والتسويف، واهجروا الفواحش والآثام، وارجعوا إلى طاعة الملك العلام، مِن قبل أنْ يأتيَ يومٌ تشقَّق السماء فيه بالغمام، فياله مِن يومٍ ما أطولَه، ومِن حسابٍ ما أثقلَه، ومِن جزاءٍ ما أجزلَه، ومِن عقاب ما أهولَه، يومٌ عظيم جَمَعت فيه القيامة أهوالها، ووضعت فيه الحوامِل أحمالها، وزُلزلت الأرض زلزالها، وأخرجت الأرض أثقالها، وقال الإنسان: مالها؟ يومئذ تُحدِّث أخبارها، بأنَّ ربَّك أوحى لها، وشابَ الوليدُ فيها، وحقَّ الوعيد، وعظُم الهولُ الشديد،, { وَجَاءَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَعَهَا سَائِقٌ وَشَهِيدٌ لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ }, وخضَعت الرِّقاب لِربِّ الأرباب، وذَلَّ كلُ فاجرٍ وكافر، فالسعيد مَن استعمل نفسه في طاعة المعبود، وخاف أنْ لا ينجوَ مِن النار بعد الورود، فانتبهوا رحمكم الله،, { وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ }, ابنَ آدم: اتق الله فإنَّما خُلِقت في الدنيا للعبادة لا للتخليد، وأفِق فإنَّ قُدَّامَك المقامُ العتيد، والحسابُ الشديد، والميزانُ الذي يطير بالحبِّة فلا يَحيد، والكتابُ الذي يطير فيصير قلادة في العُنق والجِيد، والصراطُ الذي يُقال: مُرَّ عليه، وهو أحدُّ مِن الحديد، وهو منصوبٌ على جسر جهنم التي يُقال لها: هل امتلأت؟ وتقول: هل مِن مزيد،, { وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ وَنُفِخَ فِي الصُّورِ ذَلِكَ يَوْمُ الْوَعِيدِ }, ابنَ آدم: اتق الله وأطعه فيما أمَر، وفكِّر في نفسك فأنت أحق مَن فَكَر، هل ينفعك مِن الله مالٌ أو جاهٌ أو مَعشر؟ أنعَمَ عليك وآواك، وتفضَّل عليك وأعطاك، ومَنَّ عليك بالسمع والفؤاد والبصر، فكيف حُجَّتك إذا سألك عن شُكر نعمه عليك يوم الفزَع الأكبر؟ وكيف جَوازك على الصراط وهو أدقُّ مِن الشَّعَر، وأحَرُّ مِن الجَمر، وأحدُّ مِن السيف الأبتر؟ يُؤمر بالجواز عليه، فمَن نجا فإلى جنَّة المُستقر، ومَن هوى بذنوبه ففي سَقر،, { ذَلِكَ يَوْمٌ مَجْمُوعٌ لَهُ النَّاسُ وَذَلِكَ يَوْمٌ مَشْهُودٌ وَمَا نُؤَخِّرُهُ إِلَّا لِأَجَلٍ مَعْدُودٍ يَوْمَ يَأْتِ لا تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلَّا بِإِذْنِهِ فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ }, عباد الله شُدوا الرِّحال، فقد قرُب الارتحال، وأصلحوا الأعمال، فقد قرُبت الآجال، وأعِدُّوا الجواب فستسألون، فبينما المرءُ مغرورٌ بتقلُّبِه، مغمورٌ بتكسُّبه، إذ تبدَّى له ملك الموت الذي كان عنه مُحتجبًا، فقضى فيه بالذي أمرَه بِه ربُّه، فنُزِعت مِنه روحه، وفارقت جسده،, { كَلَّا إِذَا بَلَغَتِ التَّرَاقِيَ وَقِيلَ مَنْ رَاقٍ وَظَنَّ أَنَّهُ الْفِرَاقُ وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمَسَاقُ فَلَا صَدَّقَ وَلَا صَلَّى وَلَكِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى ثُمَّ ذَهَبَ إِلَى أَهْلِهِ يَتَمَطَّى }.
Elektroniker Für Betriebstechnik Abschlussprüfung Teil 2 Praktisch Lösung,
Klimadiagramme Klimazonen Zuordnen,
تجربتي مع منقوع القرنفل للحمل عالم حواء,
Kirchensteuer Come Funziona,
Celebrity Deaths 2022 Predictions,
Articles OTHER